1) بيداغوجيا الخطأ وفق المنظور التقليدي :
- الخطأ في التصور التقليدي سلبي يرتبط بغريزة ينبغي قمعها لأنها مضادة للعقل .
- الخطأ إخلال بمهام المتعلم مما يضفي عليها بعدا أخلاقيا .
- اعتبار الخطأ بمثابة خطيئة ، مما يستلزم العقاب و الردع تفاديا لتكراره .
-الخطأ نتاج لضعف اهتمام التلميذ و قلة انتباهه و تركيزه ... ومن تم لا يخضع لتحليل .
- يقدر حجم الخطأ انطلاقا من الاعتبارات الذاتية للمدرس و ليس انطلاقا من أهداف محددة .
- يصحح الخطأ من قبل المدرس و ليسمن قبل التلميذ...
2) بيداغوجيا الخطأ و فق المنظور الحديث :
يحدد أصحاب معاجم علوم التربية بيداغوجيا الخطأ باعتبارها تصور ومنهج لعملية التعليم والتعلم يقوم على إعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم، فهو استراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم لإكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء. وهو استراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعى المتعلم للوصول إلى المعرفة.
يقول محمد بوبكري " يجب على التلميد ان يتعلم أن من حقه أن يخطئ..غالبا ما يتعلم التلميذٍِِ؛على العكس من ذلك ـ عدم المغامرة بطرح سؤال غبي ,فهو يرى أن التعلم بالمدرسة غاص بالمخاطر ,و بقدر ما يعتقد أن الخطأ محرم و أن مرتكبه يتعرض للعقاب على هدا النحو أو داك ,يرى أنه من الأفضل له ألا يثير الإنتباه إليه و أن يخلد الى الصمت .و لهذا يجب أن يقال للتلاميذ بوضوح في أول الأمر :سيتم تسجيل كل الأفكار على السبورة من قبل المدرس و بعد ذلك سيتم التأكد من صحتها .و هكذا بطمئن التلاميذ و يعرفون أنه عند إرتكاب الخطأ فإنهم يتوفرون على وسيلة لتصحيحه خلال سيرورة التعلم…"
يعتبر "بياجيه" الخطأ شرط للتعلم,فعملية الموازنة من خلال التصور البنائي للتعلم هو إنتقال من وضعية |إختلال التوازن"الى وضعية "التوازن".إن البنيات المعرفية للمتعلم في الوضعية الأولى تتسم بنوع من التصدع تجعل عملية الفهم عسيرة مما يتيح المجال واسعا للخطأ فيتم التعامل مع هده الأخطاء كمراحل أساسية لا يمكن الإستغناء عنها لبناء المعرفة إذ تتدخل الدات عبر عمليتي الأستيعاب و الملائمة لتحقيق الفهم و تجاوز حالة التشويش و الإرتباك التي تنتاب الدات.و هده السيرورة الدائمة ضرورية للفهم.
يرى باشلار أن تاريخ العلم هو تاريخ الأخطاء و تصحيحها . فكل نظرية تبقى صحيحة في حدود زمنية محددة و سرعان ما تنهار بعد إكتشاف أوهامها و أخطاءها ليتم نفيها ثم تجاوزها بنظرية جديدة و هكدا يصبح العلم هو نظريات و تصحيح لها و تصبح النظرية الصحيحة هي القادرة على الصمود أكبر وقت ممكن .و المعرفة بهدا المنطق هي معرفة نسبية في حدود زمنية معينة..ولا يقتصر هدا المنطق على العلم فقط بل يمتد الى التربية و البيداغوجيا حيث أن التعلم الجيد هو الدي ينطلق من أخطاء المتعلم بتصحيحها و نفيها و تجاوزها قصد بناء مفاهيم جديدة . .
حسب إدغار مورن فإن حقائق الماضي هي أخطاء المستقبل . اي ان التعليم هو الدي يعمل على تنسيب المعرفة و تدريس هدا النسبية و من طبيعة الحال فهو ينطلق من تفهم أخطاء المتعلم و إستثمارها للوصول للمعرفة و هده المعرفة غير نهائية و تبقى صحيحة في حدود معينة.و هناك أخطاء متعلقة بإدراك المرئيات و ترجمتها و إعادة بناءها على شكل رموز ..و هناكة أخطاء دهنية و فكرية و عقلية لدرجة أن نفس الحادث ينظر إليه كل واحد من زاويته الخاصة بمنظور يخالف الأخر.